قسم الموارد البشرية هو قسمٌ من الأقسام التي تتألف منها الشركات ومسؤوليته إدارة الموظفين. قد يكون هذا القسم موجودًا داخل مقر الشركة، أو يمكن إسناده إلى جهة خارجية، أو تكليف طرف ثالث بمهامه. في كل الأحوال، الغرض منه هو تحسين طريقة عمل الموظفين في مكان العمل.
تمتد مهام الموارد البشرية على نطاق واسع وتطال مختلف أقسام الشركة. وفي حين أن وظائفه الأكثر شيوعًا هي إجراء المقابلات والتوظيف وتهيئة الموظفين الجدد، إلا أنها لا تشكل مجمل وظائف هذا القسم. فتدريب الموظفين والتعامل مع مشاكلهم، كما وإدارة جدول المرتبات وضمان الالتزام بالقوانين هي كلها وظائف أساسية يتولاها قسم الموارد البشرية. بالمبدأ، يصبح قسم الموارد البشرية صلة الوصل بين رب العمل والموظف ويؤدي دور الحَكَم من حيث تفادي المشاكل في مكان العمل ومعالجتها.
أما السؤال الذي يُطرح على المدراء وأصحاب الشركات فهو الآتي: هل المدة الزمنية التي يستلزمها تولّي كل هذه المسائل المتعلقة بطاقم الموظفين تستحق وقتك، أم أنه من الأفضل لمصلحة الشركة أن تركّز على تطويرها وإدارة عملياتها اليومية؟
بحسب الخبراء، غالبًا ما يكون من الأفضل للمؤسسات التي يقلّ عدد موظفيها عن العشرين موظفًا أن يفوّض صاحبها مهام الموارد البشرية لشخصٍ آخر. وتعتبر إحدى وجهات النظر أن تنظيم شركتك العام هو مؤشر على الوقت الذي تصبح فيه بحاجة إلى مسؤول موارد بشرية. فحين تصبح الشركة في طور التقدم والنمو وتصبح الأدوار والأقسام فيها محددة بشكل رسمي، يصبح حينذاك من اللازم الاستعانة بمسؤول عن الموارد البشرية. في المقابل، تعتبر وجهة نظر أخرى أن عدد الموظفين هو المؤشر الذي يجب الاستناد إليه – فحين يتراوح عدد الموظفين بين خمسين ومئة موظف، يجب عندئذٍ التفكير في إنشاء قسم للموارد البشرية.
ولعل العامل الأهم هو التركيز على العائدات وطرح هذا السؤال: "هل من الأفضل أن أمضي وقتي في تطوير الشركة؟" إذا كان بوسعك استخدام هذا الوقت لدرّ عائدات إضافية، فهذا يعني أن كلفة دفع راتب موظف جديد تستحق العناء.
وثمة عاملٌ مهم آخر يجب الأخذ به، وهو أن مسؤول الموارد البشرية يتولى الكثير من الأعمال الورقية التي تستوجب الدقة والتفاني. من هنا، إذا كان صاحب الشركة بالكاد يستطيع تولي مسؤولية تسيير أعمال الشركة وإدارة الموارد البشرية، سرعان ما سيجد نفسه في مشكلة على صعيد حفظ السجلات. فالأعمال المكتبية المهمة والسجلات المحدّثة والمواد المؤرشفة ما هي إلا بعضٌ من المهام الخلفية التي يضطلع بها قسم الموارد البشرية، ومن الضروري أن تكون هذه الأمور دقيقة لأن أي مشاكل في المستندات قد تتضخم سريعًا لتتحول إلى مشاكل قانونية.
وليس من الضروري فحسب أن يفوّض مدراء الشركات المهام في الوقت المناسب، بل يجب أيضًا الانتباه إلى الشخص الذي توكله بهذا العمل ومدى القيمة التي سيضيفها إلى المنصب والقسم والشركة ككل.
وفي النهاية، إذا قررتَ إنشاء قسم للموارد البشرية، لا بد أن تعيّن بهذا المنصب شخصًا كتومًا وموثوقًا ومنظّمًا ويجيد الإصغاء بتعاطف حتى يتمكّن من إرشاد الموظفين على النحو السليم. ومن المفضّل أن يفهم هذا الشخص الشركات الصغيرة ويقدّرها، وأن يتمتع بالخبرة اللازمة في هذه البيئة.
