fbpx

تاريخ برمجيات الأعمال: السنوات الأولى

يقدم هذا المنشور موجزًا عن تاريخ الكمبيوتر الأولي وعن استخداماته في عالم الأعمال، منطلقًا من عام 1822 مع تشارلز بابيدج وفشله الأول، لينتهي مع الرقاقات الصغيرة التي تم تطويرها في ستينات القرن العشرين.

شارك هذا المنشور

الكمبيوتر اليوم هو أساس المكاتب. ولكنّ الوضع لم يكن دائمًا على هذه الحال. ففي مرحلة معينة من تاريخنا، توجّب إقناع الناس بأن التكنولوجيا مفيدة في حياتهم.

في العام 1822، ابتكر عالم الرياضيات الإنجليزي تشارلز بابيدج آلةً تعمل على البخار وتستطيع احتساب جداول الأرقام، غير أن هذا المشروع الممول من الحكومة الإنجليزية مُني بالفشل. مع ذلك، ما زال يُعتبر هذا العمل – بالرغم من فشله – المحاولة الأولى لبناء كمبيوتر ملموس. فقد وضع مفاهيم لا تزال تُستخدم حتى اليوم، ومن بينها فكرة فصل التخزين عن المعالجة، والبنية المنطقية للكمبيوتر، وطريقة إدخال وإخراج البيانات والتعليمات.

بعد ذلك، قام هيرمان هوليريث في العام 1880 بتصميم نظامٍ للبطاقات المثقبة، واستخدمته الحكومة الأمريكية لتسجيل نتائج الإحصاء السكاني. استحوذت آلات هذا النظام على غرفةٍ بكاملها، واستغرق صنعها ثلاث سنوات فقط ووفّرت على الحكومة خمسة ملايين دولار. ولاحقًا أسس هيرمان شركةً أصبحت في ما بعد تُعرف باسم "آي بي أم". 

ثم في العام 1938، طوّر الألماني كونراد سوزه الكمبيوتر الثنائي الأول المسمّى "زد-1" (Z1) والذي كان أساسًا بُني عليه أول كمبيوتر ميكانيكي كهربائي. عملت الكمبيوترات الميكانيكية الكهربائية بالإجمال بواسطة توصيلات و/أو أنابيب مفرّغة يمكن استخدامها كمفاتيح تبديل. وكان كمبيوتر "زد-3" (Z3) المتحدّر من كمبيوتر "زد-1" هو أيضًا رائد في هذا المجال حيث استخدم أرقام النقاط العائمة في الحسابات وكان أول كمبيوتر رقمي مشغَّل بواسطة البرامج.

وقرابة الوقت نفسه الذي كان يعمل فيه سوزه على سلسلة كمبيوترات "زد"، أسس ديفيد باكارد وبيل هوليت شركة "هوليت-باكارد" في مرآب مستأجر بمدينة بالو ألتو في كاليفورنيا. وفي هذا المرآب تمت أعمال البحث والتطوير والتصنيع للمنتجات الأولى التي أصدرتها الشركة الجديدة.

بين العامين 1943 و1944، نجح أستاذان في جامعة بنسيلفانيا، وهما جون ماوشلي وج. بريسبر إيكرت، في بناء الدامج والحاسب العددي الإلكتروني "إينياك" الذي يعتبر جدّ الكمبيوترات الرقمية. استحوذ "إينياك" على مساحة 20×40 قدمًا وكان مزودًا بـ18 ألف أنبوب مفرّغ. وتعود أهميته أيضًا إلى أنه شكّل أساسًا للحاسوب الآلي العالمي "يونيفاك" الذي يمكن اعتباره أول كمبيوتر يلقى شهرةً تجارية، وقد بيع منه أكثر من 45 جهاز، علمًا أن الجهاز الأول أُعطي لمكتب الإحصاء السكاني الأمريكي (مرة أخرى).

وفي العام 1948، كشف فريقٌ من جامعة مانشستر عمّا سمّي "طفل مانشستر"، وكان عبارة عن آلة تختبر تكنولوجيا الذاكرة. وقد قام الباحثون بوضع أول برنامج كمبيوتر وتشغيله على "طفل مانشستر". وبحلول الخمسينات، طُرحت أولى الكمبيوترات التجارية في الأسواق، ولا تزال الكمبيوترات حتى الآن جزءًا من المجتمعات العلمية والرياضية والدفاعية.

ويُشار إلى أن شركة المطاعم البريطانية "جي لايونز" استثمرت بشدة في بعض هذه الكمبيوترات الأولية. وفي العام 1951، أصبح "ليو" (وهو الاسم المختصر لمكتب ليونز الإلكتروني) أول كمبيوتر للمكتب يشتغل خلال ساعات العمل.

بعد أن خسرت "آي بي أم" عقد الإحصاء السكاني لصالح "يونيفاك"، أصبيت الشركة بالذعر، ما دفعها إلى تجديد نشاطها وإصدار أول كمبيوتر مركزي من إنتاجها، وهو "آي بي أم 701". وبعد ذلك، جاءت طرازات جديدة من الكمبيوترات لتُزيح "يونيفاك" من الطليعة وتعزز مركز "آي بي أم".

في منتصف الخمسينات، بدأت الكمبيوترات باستخدام الترانزستور واستبدال الأنابيب المفرّغة، وبالتالي بات حجمها أصغر بكثير. وفي بادئ الأمر، لم يكن يمكن التعويل على هذه الكمبيوترات بقدر سابقاتها، ولكنها استهلكت طاقةً أقل. ثم تم تطوير الرقاقة الصغيرة أو الدارة الكهربائية في الستينات، وكان هذا الابتكار أحد أهم التطورات التي تم تحقيقها في تكنولوجيا الكمبيوتر، بما في ذلك الكمبيوترات الصغيرة والمعالجات الدقيقة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

احصل على التحديثات

المزيد

هل تريد السيطرة على أعمالك؟

يضم فريقنا مهندسين ومطوّرين للبرمجيات مهنيّين ومتفانين في عملهم ويحبّون إيجاد الحلول للمشاكل.